بلاك كات 24 : الفاتيكان
في حدث تاريخي، تم انتخاب الكاردينال الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست، البالغ من العمر 69 عامًا، كأول بابا أمريكي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الذي يمتد لأكثر من 2000 عام.
واختار روبرت بريفوست ، وهو من مواليد مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة، اسم ليو الرابع عشر ليكون الاسم البابوي الذي سيُعرف به.
جاء هذا الإعلان يوم الخميس، 8 مايو 2025، بعد ظهور الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستين في الفاتيكان عند الساعة 6:07 مساءً بالتوقيت المحلي، مما يشير إلى اختيار بابا جديد.
بريفوست، وهو عضو في الرهبنة الأوغسطينية، قضى معظم حياته المهنية كمبشر في بيرو، حيث عمل لسنوات طويلة قبل أن يصبح رئيس أساقفة مدينة تشيكلايو. وكان يشغل منصب رئيس دائرة الأساقفة في الفاتيكان، وهي إحدى الدوائر المهمة التي تشرف على تعيين الأساقفة حول العالم، مما منحه خبرة إدارية واسعة في قلب الكنيسة.
وقد عُرف روبرت بريفوست بقربه من رؤية البابا الراحل فرانسيس في الاهتمام بالفقراء، ودعم قضايا البيئة، وتعزيز الحوار مع المجتمعات المختلفة.
بدأ المجمع الانتخابي (الكونكلاف) بعد وفاة البابا فرنسيس، حيث شارك 133 كاردينالًا من 70 دولة في التصويت. وكان على المرشح الفائز أن يحصل على أغلبية الثلثين، أي ما لا يقل عن 89 صوتًا.
وكانت الأنظار قد اتجهت في البداية إلى مرشحين آخرين مثل الكاردينال بيترو بارولين، لكن خطبته خلال المجمع لم تحظَ بالقبول المتوقع، مما أضعف موقفه.
في أول رسالة له كبابا، ظهر ليو الرابع عشر من شرفة كاتدرائية القديس بطرس ودعا إلى “السلام والحوار بلا خوف”، متحدثًا باللغتين الإيطالية والإسبانية، وهي إشارة إلى تجربته الطويلة في أمريكا اللاتينية.
وأكد على هويته ككاهن أوغسطيني ومسيحي قبل كل شيء، داعيًا إلى “السير معًا” في رحلة الإيمان.
ويأتي هذا الانتخاب في أعقاب وفاة البابا فرنسيس في أبريل 2025 عن عمر 88 عامًا، بعد أن قاد الكنيسة الكاثوليكية لمدة 12 عامًا.
لقد ترك البابا فرنسيس بصمة عميقة بفضل رؤيته الإنسانية، حيث كان صوتًا قويًا في الدفاع عن الفقراء والمهمشين، وألهمت وثيقته البابوية “لاوداتو سي” (2015) حركات بيئية واسعة النطاق، كما دعا باستمرار إلى الحوار والسلام، رافضًا فكرة “الحرب العادلة” ومؤكدًا أن “السلام فقط هو العادل”. ويتطلع العالم اليوم إلى أن يحظى البابا الجديد ليو الرابع عشر بالحكمة والرحمة التي تمتع بها البابا فرنسيس، ليواصل مسيرة الكنيسة في خدمة الإنسانية.
يُعتبر انتخاب البابا الجديد روبرت بريفوست تحولًا تاريخيًا، حيث يجمع بين خبرته الرعوية في المناطق النائية ومهاراته الإدارية في الفاتيكان، وهو مزيج نادر لرأس الكنيسة الكاثوليكية.
ومع ذلك، تتجه الأنظار الآن نحو البابا الجديد، آملين أن يواصل نهجًا يعزز السلام والعدالة في العالم.